وُلِدَ في عام 1398 هـ
توفي في عام 1446 هـ.




سيرة ذاتية
هنا تنطلقُ القصةُ... حيثُ نشأَ الأثرُ، واستقرَّ السكونُ في حضنِ الهيبةِ.
رسالة حب من الابن إلى الأب
يا أبِي... يا منْ سكنتْ في قلوبِنا أكثرَ مما سكنتْ بينَنا.
لقدْ علمتْني أنَّ الرجولةَ ليستْ في الصوتِ العالي، بلْ في اليدِ الحانيةِ، والكلمةِ الطيبةِ، والوجهِ البشوشِ.
لمْ تكنْ تمرُّ بجوارِ أحدٍ إلا وسلمتُ عليهِ، ولا بلغَكَ مرضٌ قريبٌ إلا كنتُ أولَ منْ يزورُ، ولا غابَ عنكَ صديقٌ إلا وسألتُ عنهُ بنفسِكَ، لا بهاتفِكَ.
علمتْنا كيفَ نزرعُ الودَّ، وكيفَ لا نردُّ السيئةَ، وكيفَ نسامحُ دونَ أنْ نخبرَ.
كنتَ تتعاملُ معَ الحياةِ ببساطةِ الواثقِ، وتمضي في طريقِ العملِ بثقةِ العارفِ، لا تلتفتُ كثيراً، ولا تتوقفْ إلا لتحمدَ اللهَ.
كانتْ لغتُكَ الهنديةُ جوازَكَ إلى قلوبِ الكثيرِ منْ العمالِ البسطاءِ، ووسيلتِكَ لإكرامِ الضيفِ والمشتري.
ودفتركَ... الذي لا يفارقُ جيبَكَ، كانَ سلاحُكَ الصامتَ، تكتبُ فيهِ وكأنَّكَ تزرعُ فيهِ حلماً.
حتى عندما أصابَكَ المرضُ، كنتَ تبتسمُ... تدخلُ المستشفى كأنَّكَ تزورُ صديقاً، تمزحُ معَ الأطباءِ، تهديهمْ دعاءُكَ وكلماتُكَ، وتتركُ أثرَكَ الطيبَ كما كنتَ تفعلُ دائماً.
لنْ أنسى أبِي، كما لا تنسى الكلماتِ التي تكتبُ بقلبٍ مفعمٍ بالحبِّ الذي لا ينضبُ.
رحمَكَ اللهُ، وجمعَني بكِ في جناتِ رحمتِهِ، وجعلَ قبرَكَ حديقةً منْ حدائقِ الجنةِ. يا أبِي... يا منْ عشتُ في قلوبِنا أكثرَ مما عشتُ بينَنا.
علمتْني أنَّ الرجولةَ ليستْ في الصوتِ العالي، بلْ في اليدِ الحانيةِ، والكلمةِ الطيبةِ، والوجهِ البشوشِ.
لمْ تكنْ تمرُّ بجوارِ أحدٍ إلا وسلمتْ، ولا بلغَكَ مرضٌ قريبٌ إلا كنتُ أولَ منْ يزورُ، ولا غابَ عنكَ صديقٌ إلا وسألتَ عنهُ بنفسِكَ، لا بهاتفِكَ.
علمتْنا كيفيةَ زرعِ المحبةِ، وكيفيةُ عدمِ الردِّ على الإساءةِ، وكيفيةِ المسامحةِ دونَ الحاجةِ إلى إخبارِ الآخرينَ.
كنتَ تتعاملُ معَ الحياةِ ببساطةٍ واثقةٍ، وتسيرُ في طريقِ العملِ بثقةِ العالمِ، لا تلتفتْ كثيراً، ولا تتوقفْ إلا لتشكرَ اللهَ.
كانتْ لغتُكَ الهنديةُ هيَ جوازَ مرورِكَ إلى قلوبِ الكثيرِ منْ العمالِ البسطاءِ، ووسيلتِكَ لإكرامِ الضيوفِ والمشترينَ.
ودفتركَ، الذي لا يفارقُ جيبَكَ، كانَ سلاحُكَ الصامتَ، تكتبُ فيهِ وكأنَّكَ تزرعُ حلماً.
حتى عندما أصابَكَ المرضُ، كنتَ تبتسمُ، تدخلُ المستشفى وكأنَّكَ تزورُ صديقاً، تمزحُ معَ الأطباءِ، تهديهمْ دعاءُكَ وكلماتُكَ، وتتركُ أثرَكَ الطيبَ كما كنتَ تفعلُ دائماً.
لنْ أنساكَ يا أبِي، كما لا تنسى السطورَ التي تكتبُها بقلبٍ لا يجفُّ حبُّهُ.
رحمَكَ اللهُ، وجمعْنا بكَ في مستقرِّ رحمتِهِ، وجعلَ قبرَكَ روضةً منْ رياضِ الجنةِ.
يا أبي، حتى المعرفة لم تغب عنك...
رغمَ أنَّ الحياةَ كانتْ بسيطةً في تلكَ الفترةِ، كنتُ تؤمنُ بأنَّ نورَ العلمِ لا يمكنُ تعويضُهُ. لذا، أكملتْ دراستَكَ الابتدائيةَ في مدرسةِ القطيفِ الثانيةِ في عامِ 1384هـ.
وواصلت بعدها مسيرتك في المدرسة التجارية المتوسطة عام 1386هـ،
تسعى لتحقيقِ الفهمِ عوضا عن السعيِ وراءَ الشهاداتِ، وتبحثُ عنْ المهاراتِ عوضا عن البحثِ عنْ المجدِ.
لم تكن مجرد طالب عابر، بل كنت تحمل شغف المتعلم، وتعمل على إضافة معرفة جديدة يومياً، سواء من خلال الدروس، أو من خلال تجارب الحياة اليومية.
لقد حملت هذا الشغف معك طوال حياتك، فكان دفتر ملاحظاتك وقلمك شاهدين على اجتهادك. كنت تكتب المعلومات كأنك توثق كنزاً، وتسأل وتستفسر وتعيد النظر، فلا تكتفي بسماع المعلومات، ولا تقبل أن تمر دون التحقق منها.
في عملك، كنت تستفيد مما تعلمته، وكنت حريصًا على دمج أصالة التجربة مع حداثة الفهم. ولم تهمِل التقنية، بل استخدمتها لتعزيز ما اكتسبته وتأكيد دقته.






العملُ والريادةُ
من المحطاتِ البارزةِ في مسيرتِهِ العمليةِ أنَّهُ كانَ منْ الروادِ في نشرِ الثقافةِ والقراءةِ في القطيفِ. أسسَ أولَ مكتبةٍ في المدينةِ، وهيَ "مكتبةُ السماحِ"، التي لمْ تكنْ مجردَ متجرٍ، بلْ كانتْ بمثابةٍ نافذةٍ للمعرفةِ ومكانٍ يرتادُهُ الباحثونَ عنْ الكتبِ والأفكارِ. بالإضافة إلى ذلك، افتتحَ محلاً لبيعِ الموادِّ الغذائيةِ، حيثُ اشتهرَ بتقديمِ البهاراتِ عاليةَ الجودةِ.
هذا العملُ يمثلُ استمراريةً لإرثٍ عائليٍّ بدأَهُ الجدُّ الحاجُّ كاظم، وتلاهُ الابنُ الحاجُّ أحمد. ثمَّ واصلَ والدُنا الحاجَّ عليَّ هذا المسيرةَ، حيثُ طورَها وجعلَها مشروعاً يتناسبُ معَ ثقتِهِ ورؤيتِهِ.


تطور العمل وتوسّعه
واصلَ محلُّ السماحِ جهودَهُ للتطورِ وفقَ رؤيةٍ جديدةٍ تمزجُ بينَ تقاليدِ الماضي ومتطلباتِ الحاضرِ. لمْ يكنْ الاهتمامُ مقتصراً على بيعِ البهاراتِ فحسبُ، بلْ أدخلتْ تحسيناتٍ ملحوظةً منْ خلالِ تقديمِ خلطاتٍ مخصصةٍ تعدُّ بناءً على تفضيلاتِ ورغباتِ العملاءِ، مما منحَ المحلَّ تميزاً خاصاً، وزادَ ثقةَ الزبائنِ.
أضيفُ قسمٌ خاصٌّ بالقهوةِ العربيةِ بأنواعِها المتنوعةِ، معَ التركيزِ على تلبيةِ تفضيلاتِ العملاءِ سواءٌ منْ حيثُ نوعُ البنِّ أوْ درجةِ التحميصِ أوْ الخلطاتِ المصاحبةِ لها.
خصصْ قسمٌ خاصٌّ للأعشابِ الطبيعيةِ، لما لها منْ علاقةٍ وثيقةٍ بثقافةِ القهوةِ والتوابلِ، مما يتيحُ للعملاءِ اختيارَ الكمياتِ والأوزانِ التي تناسبُهمْ.
تمَّ تنفيذُ هذا التوسعِ بطريقةٍ مدروسةٍ، استناداً إلى معرفةٍ دقيقةٍ باحتياجاتِ المجتمعِ المحليِّ ورغبةٍ حقيقيةٍ في تقديمِ الأفضلِ بجودةٍ وثقةٍ.
