رحيل التاجر الطيب: الحاج علي آل سماح

الكاتب : رضي منصور العسيف

لم يكن الحاج علي آل سماح مجرد بائع بهارات، بل كان روحًا نابضة بالبساطة، رجلاً أسرت أخلاقه القلوب قبل أن تأسرها روائح توابله الزكية. كان يقف في متجره، محاطًا بأكياس البهارات التي لا تحمل نكهة الطعام فحسب، بل نكهة الحب الذي يضعه في كل شيء.

بابتسامة وديعة، يستقبل زبائنه، يسألهم عما يريدون، ثم يذهب بنفسه ليحضر طلباتهم، يقدّمها لهم وكأنها هدية لا مجرد بضاعة. لم يكن التعامل معه مجرد بيع وشراء، بل كان لقاءً دافئًا يملؤه الود والاحترام.

في إحدى المرات، طلبت منه أن ألتقط صورة معه، فابتسم برضى وترحيب. كانت صورة تحمل في طياتها كل معاني الطيبة والنقاء، وكأنها شهادة حية على نقاء قلبه وروحه.

نجاحه في تجارة البهارات لم يكن بسبب جودة بضائعه فحسب، بل لأن كل شيء كان مطحونًا بحب، مغموسًا في صدقه وأمانته. لم يكن زبائنه يشترون منه البهارات فحسب، بل كانوا يشترون تجربة مليئة بالدفء والمحبة.

وحين رحل، لم يكن خبر وفاته مجرد إعلان عابر، بل كان صدمة تركت حزنًا عميقًا في قلوب كل من عرفه. خرجت جموع غفيرة من أبناء القطيف تودّعه، كأنها ترد له بعضًا من محبته التي منحها بسخاء طوال حياته.

إن من يحب الناس، يحبه الناس...

رحمك الله أيها الرجل الطيب، وأسكنك فسيح جناته مع النبي محمد وآله الأطهار.